كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا @ mshf.org

۞
بِســــمِاللّٰه الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
كٓهيعٓصٓ
ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهٗ زَكَرِيَّ‍‍آ
اِذ نَادَىٰ رَبَّهٗ نِدَآءً خَفِيًّا
قَالَ رَبِّ اِنِّي وَهَنَ العَظمُ مِنِّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم اَكُن بِدُعَ‍‍آئِكَ رَبِّ شَقِيًّا
وَاِنِّي خِفتُ المَوٰلِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ امرَاَتِي عَاقِرًا فَهَب لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِن اٰلِ يَعقُوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا
يٰزَكَرِيَّ‍‍آ اِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلٰمٍ اسمُهٗ يَحيَىٰ لَم نَجعَل لَّهٗ مِن قَبلُ سَمِيًّا
قَالَ رَبِّ اَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلٰمٌ وَكَانَتِ امرَاَتِي عَاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا
قَالَ كَذٰلِکَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيـًا
قَالَ رَبِّ اجعَل لِّيٓ اٰيَةً قَالَ اٰيَتُكَ اَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلٰثَ لَيَالٍ سَوِيًّا
فَخَرَجَ عَلىٰ قَومِهٖ مِنَ المِحرَابِ فَاَوحَىٰٓ اِلَيهِم اَن سَبِّحُواْ بُكرَةً وَعَشِيًّا
يٰيَحيَىٰ خُذِ الكِتٰبَ بِقُوَّةٍ وَاٰتَينٰهُ الحُكمَ صَبِيًّا
وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةً وَكَانَ تَقِيًّا
وَبَرًّا بِوٰلِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا
وَسَلٰمٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَمُوتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا
وَاذكُر فِے الكِتٰبِ مَريَمَ اِذِ انتَبَذَت مِن اَهلِهَا مَكَانًا شَرقِيًّا
فَاتَّخَذَت مِن دُونِهِم حِجَابًا فَاَرسَلنَ‍‍آ اِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
قَالَت اِنِّيٓ اَعُوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ اِن كُنتَ تَقِيًّا
قَالَ اِنَّمَ‍‍آ اَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لِاَهَبَ لَكِ غُلٰمًا زَكِيًّا
قَالَت اَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلٰمٌ وَلَم يَمسَسنِي بَشَرٌ وَلَم اَكُ بَغِيًّا
قَالَ كَذٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَه اٰيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحمَةً مِّنَّا وَكَانَ اَمرًا مَّقضِيًّا
فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهٖ مَكَانًا قَصِيًّا
فَاَجَ‍آءَهَا المَخَاضُ اِلٰى جِذعِ النَّخلَةِ قَالَت يٰلَيتَنِي مِتُّ قَبلَ هٰذَا وَكُنتُ نَسيًا مَّنسِيًّا
فَنَادَىٰهَا مِن تَحتِهَ‍‍آ اَلَّا تَحزَنِي قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا
وَهُزِّىٓ اِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُسٰقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا
فَكُلِي وَاشرَبِي وَقَرِّى عَينًا فَاِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ اَحَدًا فَقُولِيٓ اِنِّي نَذَرتُ لِلرَّحمٰنِ صَومًا فَلَن اُكَلِّمَ اليَومَ اِنسِيًّا
فَاَتَت بِهٖ قَومَهَا تَحمِلُهٗ قَالُواْ يٰمَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيـًا فَرِيًّا
يٓاُختَ هٰرُونَ مَا كَانَ اَبُوكِ امرَاَ سَوءٍ وَمَا كَانَت اُمُّكِ بَغِيًّا
فَاَشَارَت اِلَيهِ قَالُواْ كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِے المَهدِ صَبِيًّا
قَالَ اِنِّي عَبدُ اللّٰهِ ءَاتَىٰنِيَ الكِتٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا اَينَ مَا كُنتُ وَاَوصٰنِي بِالصَّلَوٰةِ وَالزَّكَوٰةِ مَا دُمتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوٰلِدَتِي وَلَم يَجعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلٰمُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُّ وَيَومَ اَمُوتُ وَيَومَ اُبعَثُ حَيًّا
ذٰلِکَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ
مَا كَانَ لِلّٰهِ اَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحٰنَه اِذَا قَضَىٰٓ اَمرًا فَاِنَّمَا يَقُولُ لَهٗكُن فَيَكُونُ
وَاِنَّ اللّٰهَ رَبِّي وَرَبُّكُم فَاعبُدُوهُ هٰذَا صِرٰطٌ مُّستَقِيمٌ
فَاختَلَفَ الاَحزَابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِّلَّذِينَ ڪَفَرُواْ مِن مَّشهَدِ يَومٍ عَظِيمٍ
اَسمِع بِهِم وَاَبصِر يَومَ يَأتُونَنَا لٰكِنِ الظّٰلِمُونَ اليَومَ فِي ضَلٰلٍ مُّبِينٍ
وَاَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ اِذ قُضِيَ الاَمرُ وَهُم فِي غَفلَةٍ وَهُم لَا يُؤمِنُونَ
اِنَّا نَحنُ نَرِثُ الاَرضَ وَمَن عَلَيهَا وَاِلَينَا يُرجَعُونَ
وَاذكُر فِے الكِتٰبِ اِبرٰهِيمَ اِنَّهٗ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
اِذ قَالَ لِاَبِيهِ يٓاَبَتِ لِمَ تَعبُدُ مَا لَا يَسمَعُ وَلَا يُبصِرُ وَلَا يُغنِي عَنكَ شَيـًا
يٓاَبَتِ اِنِّي قَد جَ‍آءَنِي مِنَ العِلمِ مَا لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعنِيٓ اَهدِكَ صِرٰطًا سَوِيًّا
يٓاَبَتِ لَا تَعبُدِ الشَّيطٰنَ اِنَّ الشَّيطٰنَ كَانَ لِلرَّحمٰنِ عَصِيًّا
يٓاَبَتِ اِنِّيٓ اَخَافُ اَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيطٰنِ وَلِيًّا
قَالَ اَرَاغِبٌ اَنتَ عَن اٰلِهَتِي يٰٓاِبرٰهِيمُ لَئِن لَّم تَنتَهِ لَاَرجُمَنَّكَ وَاهجُرنِي مَلِيًّا
قَالَ سَلٰمٌ عَلَيكَ سَاَستَغفِرُ لَكَ رَبِّيٓ اِنَّهٗ كَانَ بِي حَفِيًّا
وَاَعتَزِلُكُم وَمَا تَدعُونَ مِن دُونِ اللّٰهِ وَاَدعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ اَلَّآ اَكُونَ بِدُعَ‍‍آءِ رَبِّي شَقِيًّا
فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَمَا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّٰهِ وَهَبنَا لَه اِسحٰقَ وَيَعقُوبَ وَكُلًّا جَعَلنَا نَبِيًّا
وَوَهَبنَا لَهُم مِّن رَّحمَتِنَا وَجَعَلنَا لَهُم لِسَانَ صِدقٍ عَلِيًّا
وَاذكُر فِے الكِتٰبِ مُوسَىٰٓ اِنَّهٗ كَانَ مُخلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا
وَنٰدَينٰهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الاَيمَنِ وَقَرَّبنٰهُ نَجِيًّا
وَوَهَبنَا لَهٗ مِن رَّحمَتِنَ‍‍آ اَخَاهُ هٰرُونَ نَبِيًّا
وَاذكُر فِے الكِتٰبِ اِسمٰعِيلَ اِنَّهٗ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا
وَكَانَ يَأمُرُ اَهلَهٗ بِالصَّلَوٰةِ وَالزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهٖ مَرضِيًّا
وَاذكُر فِے الكِتٰبِ اِدرِيسَ اِنَّهٗ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
وَرَفَعنٰهُ مَكَانًا عَلِيًّا
اُوْلـٰٓئِكَ الَّذِينَ اَنعَمَ اللّٰهُ عَلَيهِم مِّنَ النَّبِيِّـۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّن حَمَلنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ اِبرٰهِيمَ وَاِسرٓءِيلَ وَمِمَّن هَدَينَا وَاجتَبَينَ‍‍آ اِذَا تُتلٰى عَلَيهِم اٰيٰتُ الرَّحمنِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَبُكِيًّا
فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ اَضَاعُواْ الصَّلَوٰةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوٰتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا
اِلَّا مَن تَابَ وَاٰمَنَ وَعَمِلَ صٰلِحًا فَاُوْلـٰٓئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ وَلَا يُظلَمُونَ شَيـًا
جَنّٰتِ عَدنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحمٰنُ عِبَادَهٗ بِالغَيبِ اِنَّهٗ كَانَ وَعدُهٗ مَأتِيًّا
لَّا يَسمَعُونَ فِيهَا لَغوًا اِلَّا سَلٰمًا وَلَهُم رِزقُهُم فِيهَا بُكرَةً وَعَشِيًّا
تِلکَ الجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا
وَمَا نَتَنَزَّلُ اِلَّا بِاَمرِ رَبِّكَ لَهٗ مَا بَينَ اَيدِينَا وَمَا خَلفَنَا وَمَا بَينَ ذٰلِکَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
رَّبُّ السَّمٰوٰتِ وَالاَرضِ وَمَا بَينَهُمَا فَاعبُدهُ وَاصطَبِر لِعِبٰدَتِهٖ هَل تَعلَمُ لَهٗ سَمِيًّا
وَيَقُولُ الاِنسٰنُ اَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوفَ اُخرَجُ حَيًّا
اَوَلَا يَذكُرُ الاِنسٰنُ اَنَّا خَلَقنٰهُ مِن قَبلُ وَلَم يَكُ شَيـًا
فَوَرَبِّكَ لَنَحشُرَنَّهُم وَالشَّيٰطِينَ ثُمَّ لَنُحضِرَنَّهُم حَولَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ اَيُّهُم اَشَدُّ عَلَے الرَّحمنِ عِتِيًّا
ثُمَّ لَنَحنُ اَعلَمُ بِالَّذِينَ هُم اَولٰى بِهَا صِلِيًّا
وَاِن مِّنكُم اِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلىٰ رَبِّكَ حَتمًا مَّقضِيًّا
ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّنَذَرُ الظّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
وَاِذَا تُتلٰى عَلَيهِم اٰيٰتُنَا بَيِّنٰتٍ قَالَ الَّذِينَ ڪَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ اَىُّ الفَرِيقَينِ خَيرٌ مَّقَامًا وَاَحسَنُ نَدِيًّا
وَكَم اَهلَك‍‍نَا قَبلَهُم مِّن قَرنٍ هُم اَحسَنُ اَثٰثًا وَرِءيًا
قُل مَن كَانَ فِے الضَّلٰلَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَّحمٰنُ مَدًّا حَتَّىٰٓ اِذَا رَاَواْ مَا يُوعَدُونَ اِمَّا العَذَابَ وَاِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَاَضعَفُ جُندًا
وَيَزِيدُ اللّٰهُ الَّذِينَ اهتَدَواْ هُدًى وَالبٰقِيٰتُ الصّٰلِحٰتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيرٌ مَّرَدًّا
اَفَرَءَيتَ الَّذِي كَفَرَ بِاٰيٰتِنَا وَقَالَ لَاُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا
اَطَّلَعَ الغَيبَ اَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهدًا
كَلَّا سَنَكتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهٗ مِنَ العَذَابِ مَدًّا
وَنَرِثُهٗ مَا يَقُولُ وَيَأتِينَا فَردًا
وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللّٰهِ اٰلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُم عِزًّا
كَلَّا سَيَكفُرُونَ بِعِبَادَتِهِم وَيَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدًّا
اَلَم تَرَ اَنَّآ اَرسَلنَا الشَّيٰطِينَ عَلَے الڪٰفِرِينَ تَؤُزُّهُم اَزًّا
فَلَا تَعجَل عَلَيهِم اِنَّمَا نَعُدُّ لَهُم عَدًّا
يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ اِلَى الرَّحمنِ وَفدًا
وَنَسُوقُ المُجرِمِينَ اِلٰى جَهَنَّمَ وِردًا
لَّا يَملِكُونَ الشَّفٰعَةَ اِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهدًا
وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحمٰنُ وَلَدًا
لَّقَد جِئتُم شَيـًا اِدًّا
تَكَادُ السَّمٰوٰتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ الاَرضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا
اَن دَعَواْ لِلرَّحمٰنِ وَلَدًا
وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحمٰنِ اَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
اِن كُلُّ مَن فِے السَّمٰوٰتِ وَالاَرضِ اِلَّآ ءَاتِي الرَّحمنِ عَبدًا
لَّقَد اَحصَىٰهُم وَعَدَّهُم عَدًّا
وَكُلُّهُم ءَاتِيهِ يَومَ القِيٰمَةِ فَردًا
اِنَّ الَّذِينَ اٰمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّٰلِحٰتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمٰنُ وُدًّا
فَاِنَّمَا يَسَّرنٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهٖ قَومًا لُّدًّا
وَكَم اَهلَك‍‍نَا قَبلَهُم مِّن قَرنٍ هَل تُحِسُّ مِنهُم مِّن اَحَدٍ اَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا
طه مَ‍‍آ اَنزَلنَا عَلَيكَ القُراٰنَ لِتَشقَىٰٓ